وهما: 1- هل يستحق هذا الكتاب ما نهدره من وقت في الإطلاع عليه.
2- ما هو العائد النافع من قراءته عاجلاً وآجلا، وهل هذا العائد لا غنى لي عنه ما لم أتعلمه.
تذكر معي ما قراءته سابقاً هل غير حياتك كما ترجو من صواب الحق لنفسك ولمجتمعك،
ولكي نصل إلى علامات فارقة في الحكم دون محاباة لأي طرف أنا أو أنت،
علينا أن نقر أولا بأهمية العلم النافع الذي ينفع صاحبه أن ضلت به طرق الدنيا أو أدلهمت عليه الشدائد،
أن أفادني هذا العلم فنعم العلم وأن لم يفدني ويرشدني للهدى والحق فبئس العلم الذي يجعلني أندم على ما ضيعته في سبيله من وقت ومال وأهتمام، شغلني عن مهامي الحياتية بمختلف جوانبها الشخصية والاجتماعية،
فأن أتفقت معي على هذه الفوارق فهلم لنستوضح الأمر وتتدارك إيجابياته لتجنب سلبياته،
الأمر الأول: خاص بأهدار الوقت هو أعظم الخسائر في حياة المرء لأن الوقت هو حياتك بدونه تموت مباشرة،
فيجب عليك دائما حسن أستثمار الوقت على مدار ثواني الدقيقة وعلى مدار ساعات اليوم وأيام الأسبوع والشهر وعلى مدار شهور السنة، أعود وأأكد على مدار ثواني الدقيقة،
لأن ما يمكن إنجازه في الثانية الواحدة قد يسعدك دهرا،
هذا ما يثبت أهمية الوقت فيما نتعلمه،
الأمر الثاني: أن ما دفعناه من ثمن لهذا الكتاب أو ذاك أبتغاء التزود من معين ثراءه الثقافي
هل هو مجدي لي شخصياً الأن ومستقبلاً؟ هل هو صادر من مصدر موثوق لا غبار عليه إطلاقاً؟
أسلم بمصداقية معلوماته من حيث صحتها وفائدتها عند الرجوع إليها عندما تحتاجها الظروف المشابهة أو جدواها للظروف المختلفة،
أنا أو أنت قرأنا سالفا لا أقول مئات أو أزيد من الكتب، ولكن لنقل بضع عشرات غير الكتب الدراسية،
ماذا أستفدت منها ينفعني في الشدائد لا أقول شدائد الدنيا التي نعرفها أو تتخيلها ولكن الشدائد التي تحدث لنا بعد الممات،
حيث الحباة الحقة التي تمتد مليارات السنين دون إنتهاء!
والموت أمر محتوم حدوثه لكل منا،
ولكن ما تتوقعه الأن قولي لك أن الموت ليس نهاية مطاف حياتنا، بل بداية حياة أخرى ولكن بمواصفات غير التي أعتدنا عليها من مأكل ومشرب ومسكن وتعليم ومواصلات وعمل وتحدث وأموال واتصالات ومشاركات وغير ذلك الكثير مما أعتدنا عليه في حياتنا اليومية،
أما الحياة بعد الموت إنك جسد بلا روح ومستلقى أفقيا على المنضدة أو التابوت أو الأرض وتدفن في حفرة لا نافذة ولا مروحة ولا تكييف بها لا حول ولا قوة لك حتى أن سار ثعبان على جسدك لن تستطع الصياح أو الهروب او إلقاءه بيدك بعيدا عن جسدك،
هل هذا فحسب ليته كذلك ولكنك تشعر بنفسك أنك أنت أنت كما كنت تشعر في محياك بكامل أحاسيسك الجسمانية والفكرية،
ولكنك تفاجأ بأمور ما كنت تلقي لها بالا في دنياك مثل ظلمة القبر ووحشته لا يؤانسك فيه أحد من الأهل أوالخلان أوالأصدقاء أحبابك في الدنيا،
سرعان ما تجد وسط كل ذلك شخصين من غير البشر إنهما من الملائكة - وقد تكون ممن لا يعلمون شيئا عن الملائكة -
فيسألانك ثلاثة أسئلة لا رابع لهم: من ربك؟ وما دينك؟ وماذا تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟
امتحان يحوي كوكتيل حياتك ولكن الإجابة على هذه الأسئلة لا يعني قدرتك على الإجابة مهما كنت مثقفا أو عالماً أو لبقا،
لا بل على ما أنت عليه من عقيدة الإيمان بالله الذي خلقك لعبادته هو الله الحق الذي لا إله إلا هو سبحانه وتعالى رب العالمين،
آن ذاك تجد أن ما هدرت من وقت في سبيل تصحيح مسار حياتك حيا أو ميتا يستوجب أن أهدر فيه الكثر من الوقت،
وهل يستحق هذا الكتاب أن أهدر فيه الكثير من المال لشراء الكتب لتثقيف نفسي بما يفيدني الأن ومستقبلاً،